فيبروميالغيا – Fibromyalgia

التعريف و الوصف

إنّ الفيبروميالغيا (Fibromyalgia) أو آلام العضلات الليفيّة، هو اضطراب يسبب أوجاعاً كبيرة ومزمنة في العضل، خصوصاً قرب المفاصل، وغالباً ما يكون مصاحباً مع تعب مزمن واكتئاب واضطرابات النوم والتيبّس وأوجاع الرأس.

يتسم الالتهاب العضلي الليفي (الفيبروميالغيا Fibromyalgia) بانتشار الألم العضلي الهيكلي في أجزاء الجسم، ويكون مصحوبًا بالتعب ومشكلات في النوم والذاكرة والمزاج. ويعتقد الباحثون أن الالتهاب العضلي الليفي يزيد من الشعور بالألم من خلال تأثيره على طريقة معالجة إشارات الألم في الدماغ.

بالإضافة إلى فترة طمث قويّة وتنميل في اليدين والساقين ومتلازمة القولون المتهيّج وعدم القدرة على التركيز والتفكير. وعموماً يصعب تشخيص هذا المرض، وفي كثير من الأحيان يُطلب من المريض إجراء تحاليل والخضوع لفحوصات وأخذ علاجات لا تمتّ بأيّ صلة للفيبروميالغيا.

استيعاب ماهية اضطراب الفيبروميالغيا (Fibromyalgia) 

تخيل أنك خططت لإعداد حفلة وكان عدد المدعوين 20 مدعوا بالإضافة لوجود من يساعدك، ولكنك وجدت نفسك لديك 100 مدعو و بدون أي مساعدة!
هذا ما يحدث عند مريض الفيبروميالجيا فالإشارات المرسلة من الخلايا العصبية الدالة على مستوى شدة الألم ترسل للمصاب بخمسة أضعاف حجمها الطبيعي، فتتحول الضغطة أو اللمسة البسيطة إلى ألم شديد و مُضخّم.

عند وصول الإشارات الخاصة بالألم للدماغ تبدأ عملية تحليل هذه الإشارات بواسطة السيروتونين و هي مادة كيميائية في الدماغ (الأشخاص اللذين وعدوا بالحضور للمساعدة و لم يحضروا). يفتقر و جود هذه المادة عند المصابين بالمتلازمة و هذا يؤدي الى ضغط هائل على الدماغ من الإشارات الخاصة بالألم و تأثير سلبي عام على المصاب.
المصابون بالفيبروميالجيا لديهم آلام في الأنسجة و الألياف العضلية التي لا تظهر فيها أي علامات للخلل! طبعا الألم حقيقي و هو ليس من نسج الخيال، هو شعور مبهم يؤدي بالدماغ إلى تحويله إلى ألم حقيقي و فعلي. بالإضافة الى هذا فإن هناك عدة عوامل أخرى تؤثرعلى الدماغ فتؤدي إلى تضخيم كل ما يدور حول المصاب و كل ما يتعامل معه فتجده لديه حساسية زائدة اتجاه الضوء، الصوت، والرائحة، بالإضافة الى الألم المضخم. هذه العوامل مجتمعة تصبح عبئا على الدماغ و الذي يؤدي إلى ما يسبب التشتت، الشعور بالخوف، التوتر، ونوبات الجزع و الهلع.

من الجدير بالذكر أن هذه الأعراض تتفاوت في شدتها من شخص لآخر وقد تكون لاتذكر لدى البعض.

ماهية الاضطراب و محاولة فهم التقلبات لدى المصابين

أغلب الأشخاص اللذين يعانون من مرض مزمن يكونون في حالة مرضية نوعا ما مستمرة و ثابتة؛ فمثلا تأثير مرض السرطان أو الأمراض الانتكاسية يكون ثابت و متوقع و غير متذبذب. ولكن هذا الوضع مختلف كليا لدى المصاب بالمتلازمة وهو غير قابل للتفسير، فترى المصاب بالمتلازمة لايستطيع القيام بأعماله يوم الإثنين على سبيل المثال ولكنه قد يفاجئك بمقدرته التامة على القيام بنفس الأعمال يوم الأربعاء مثلاً.

ولتوضيح هذة الفكرة جيداً دعنا ننظر إليها من مفهوم أن الهرمونات تتذبذب و تختلف من شخص لآخر كما الوزن و الضغط يرتفع و ينخفض في خلال اليوم الواحد أو الإسبوع أو حتى الشهر. وبالتالي فإن أجهزة الجسم تعمل بنفس الإسلوب تبعا للحالة التي يمر بها الجسم.

لقد توصل الباحثون إلى أن المتلازمة متعلقة و مرتبطة بمستويات هرمونات متعددة و عناصر أخرى تؤثر على الجسم وحيث أن كل شيء متذبذب فأحيانا تكون المستويات ضمن المعدل الطبيعي و أحياناً أخرى أقل، مما يؤدي الى سوء أو تحسن الحالة.

أعراض اضطراب فيبروميالغيا

متلازمة فيبروميالغيا تسبب ألم في كل مكان قد تسبب أعراض التعب وقد يكون هناك نقاط ومواقع محددة في الجسم يمكن أن تكون مؤلمة للمس. واضطرابات في النوم، واضطرابات المزاج أو الاكتئاب. ويكون هناك الم مزمن في العضلات .

بعض المرضى الذين يعانون من فيبروميالغيا يشكون من الألم حول المفاصل في الرقبة والكتف والظهر والوركين. وهذا يجعل من الصعب عليهم النوم أو ممارسة أعمالهم بشكل طبيعي. وهناك أعراض اخرى لمتلازمة فيبروميالغيا ومنها

  • ألم في البطن.
  • القلق والاكتئاب, الصداع المزمن
  • صعوبة الحفاظ على النوم .
  • جفاف في الأنف والفم والعينين
  • التعب
  • فرط الحساسية للبرد و / أو الحرارة
  • عدم القدرة على التركيز (تسمى “الضباب الليفي”)
  • سلس البول
  • القولون العصبي
  • خدر أو وخز في الأصابع والقدمين
  • تقلصات مؤلمة وقت الحيض
  • صلابة في الاطراف.
  • كما يمكن أن تسبب علامات و مشاعر مشابهة لالتهاب المفاصل

العمر و الانتشار

النساء أكثر عرضة بكثير من الرجال  في للاصابة بمرض الفيبروميالجيا، المرض الذي يسبب الألم و التوتر في نقاط في جميع أنحاء الجسم. فوفقا للمعهد الوطني للصحة من 80 – 90 % من الأشخاص الذين يتم تشخيصهم بهذه الحالة يكونون من النساء. ويأتى فى السن من ٣٠ إلى ٥٠ سنة فى الغالب . و قد يكون السبب في ذلك له علاقة بالهرمونات، و الاختلافات في الجهاز المناعي، أو الجينات. لكن الباحثين لا يزالون غير متأكدين بالضبط لماذا تصاب المرأة بالفيبروميالجيا بأعداد أكبر بكثير من الرجال.

أسباب اضطراب فيبروميالغيا

  • اضطرابات النوم: ربما أكثر من مجرد أعراض بعد وقوع الحدث، يعتقد البعض أن مشاكل النوم موجودة من قبل يمكن أن تسهم في ظهور فيبروميالغيا.
  • خلل في التوازن الكيميائي في الدماغ: تشير الدراسات إلى الدماغ والعمود الفقري التشوهات الكيميائية السوائل في الذين يعانون من فيبروميالغيا، ولا سيما فيما يتعلق السيروتونين، ومادة P C. سوماتوميدين التعديلات للائحة العادية من هذه المواد الكيميائية يمكن أن تسبب الاكتئاب، والصداع النصفي والحساسية للألم.
  • الوراثة: هناك بعض الأدلة التي قد تكون عرضة لمخاطر عالية لتطوير فيبروميالغيا إذا أمك يعاني من هذا الخلل.
  • الصدمة الجسدية أو الإصابة: بعض المرضى ظهرت لتطوير فيبروميالغيا اثر اصابة في العمود الفقري في منطقة العليا.

علاج اضطراب فيبروميالغيا

في ما يتعلّق بالعلاج، فقد يلجأ الطبيب إلى الأدوية المسكّنة للآلام والمضادة للالتهابات، وحتى حقن الكورتيزون الموضعية في المواضع الشديدة الألم. وبما أن هذا المرض هو مزمن، فغالباً ما يترافق مع إحباط وكآبة، ما قد يدفع الطبيب إلى وصف أدوية مضادة للاكتئاب في بعض الحالات.كما يوجد مجموعة واسعة من العلاجات التقليدية والبديلة لتكون فعالة في علاج هذه المتلازمة الصعبة. برنامج العلاج قد تشمل مجموعة من الأدوية، والتمارين.

الأدوية المستخدمة لعلاج فيبروميالغيا

إن العلاج يعتمد في المقام الأول على الأعراض وقد وافقت إدارة الأغذية والعقاقير على ثلاثة عقاقير لعلاج فيبروميالغيا : يريكا، كيمبالتا، و Savella .قد يصف الطبيب مضاد للاكتئاب مثل بروزاك و باكسيل، أو زولوفت. هذه العقاقير قد يساعد في تخفيف مشاعر الاكتئاب ، واضطرابات النوم والألم.وعلى رغم العلاجات المذكورة، إلّا أن نتائجها لن تكون مثاليّة إذا تمّ اعتناقها وحدها.

فقد تبيّن أن لنمط الحياة دوراً فائق الأهمية في تحديد حديّة الفيبروميالجيا، لا بل وإن الغذاء مهمّ أيضاً لمواجهة هذه المشكلة الصحّية. وعلى رغم أن الدراسات لم تؤكّد ذلك، إلا أن تغيير نوعية الغذاء قد يكون له تأثير قويّ في العديد من المرضى. فقد أظهر العلماء أن بعض الأطعمة تشكّل وسيلة فعّالة لتسكين التعب والألم وغيرها من الأعراض التي يسببها الفيبروميالجيا.

ما بات معلوماً أن الإجهاد التأكسدي الذي هو عملية تلف الخلايا، يكون أعلى عند مرضى الفيبروميالجيا, ويُعتقد بالتالي أنه يؤدي دوراً كبيراً في تأزّم هذه الحالة. لذا، يرى الباحثون أن تناول كمية جيّدة من الخضار والفاكهة يمكن أن يشكّل خطوة ذكيّة لمنع تفاقم الحالة، بفضل غناها بمضادات الأكسدة التي تحارب عمليّة تلف الخلايا.

وإلى جانب التركيز على الخضار والفاكهة، هذه لائحة تبرز أهمّ المواد الغذائية التي يجب تفاديها أو الحرص على تناولها بانتظام:
  • الأسماك: تبيّن أن الأحماض الدهنية الأساسية الأوميغا 3 الموجودة بوفرة في الأسماك، يمكن أن تؤدي دوراً مهمّاً في خفض الآلام. وصحيح أننا بحاجة لمزيد من الدراسات، إلا أنه يمكنك استشارة طبيبك حول هذا الموضوع وتحديد الكمية التي تناسبك من المكمّلات الغذائية للأوميغا 3. يمكنك كذلك إدخال الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة إلى غذائك.
  • المكمّلات الغذائية المتعدّدة: إن الفيتامينات المتعدّدة تشكّل فكرة جيّدة لمرضى الفيبروميالجيا، خصوصاً تلك التي تحتوي على الفيتامينين C و E المضادين للأكسدة، وهما يمنعان تلف الخلايا ويخفّفان الألم. بالاضافة إلى الفيتامين D الذي تبيّن أنه يحسّن حالة مرضى الفيبروميالجيا من ناحية محاربة العصبية والكآبة، خصوصاً بعدما تبيّن أن معظمهم يعانون نقصاً فيه. في حين ربطت دراسات أخرى انخفاض مستوى الفيتامين D بزيادة آلام العضل والعظام.
  • الكافيين: لم يُثبت بعد أن مادة الكافيين بحدّ ذاتها يمكن أن تزيد حالة الفيبروميالجيا سوءاً، لكن الافراط في استهلاك هذه الأمور يمكن أن يؤدي إلى ارتفاعات وانخفاضات في الطاقة خلال اليوم، بالاضافة إلى شعورك بالتوتر ومشاكل في البطن وصعوبة في النوم.
  • السكر: إن الامتناع عن تناول الحلويات والسكريات والمشروبات المحلّية والكربوهيدرات البسيطة، مثل الباستا البيضاء والأرز الأبيض، قد لا تؤثّر سلباً أو إيجاباً في مرضى الفيبروميالجيا، لكنها قد تساعدك على تفادي الإصابة بهبوط السكر في الدم الذي يسبب التعب.
  • المحلّيات الاصطناعية والمواد المضافة: لا توجد أدلّة كافية على أن المحلّيات الاصطناعية المستخدمة في المشروبات الخالية من السكر والمأكولات المعلّبة يمكن أن تسيء إلى مرضى الفيبروميالجيا، لكن تبيّن في بعض الأبحاث أن الإمتناع عن تناول الأسبرتام قد حسّن حالة التعب والألم لدى هؤلاء المرضى، وفي بعض الحالات قد أزالها نهائياً. وفي ما يتعلّق بالمواد المضافة، مثل مادة النيترات الموجودة في اللحوم المصنّعة، فهي قد تسبب مزيداً من الأعراض السلبية على المرضى.

وإلى جانب جميع الأمور المذكورة، من الضروري أخذ الحذر من الحساسية على بعض الأطعمة الذي تترجم آثارها بآلام في المعدة وتعب وكآبة، خصوصاً في ما يتعلّق بمادة الغلوتين الموجودة في القمح ومنتجاته، واللاكتوز الموجود في الحليب ومشتقاته. لذا، من المهمّ أن تدرك إن كنت تعاني حساسيّة على إحدى هذه الأطعمة أو غيرها، بما أن ذلك يُسيء أكثر إلى أعراض الفيبروميالجيا.

يُذكر أخيراً أنه من الضروري التمسّك بالخطوات الصحّية والاستماع جيداً إلى ردّات فعل جسمك على ما تأكله من أطعمة. كذلك، يجب عدم نسيان أهمية ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء أو اليوغا من أجل مكافحة التوتر وتأمين الراحة، والابتعاد قدر الامكان عن الأجواء المتوتّرة وضغوطات الحياة. فالقاعدة الأساسيّة في عالم الفيبروميالجيا أن تغيّر أسلوب حياتك من مختلف الجوانب إلى الأفضل.

 

المزيد عن التغذية الراجعة للدماغ

تعمل التغذية الراجعة للدماغ على تحفيز الدماغ لفترة وجيزة على مستوى دقيق للغاية، كما ويعمل على إنشاء تغييرات مؤقتة في موجات الدماغ مما يسمح للدماغ بإعادة تنظيم نفسه، وبالتالي تحرير نفسه من الأساليب المرتبطة به في الماضي.
تتأثر الأنماط\ الأساليب الدائمة فقط بالتحول إلى أنماط\ أساليب موجة دماغية أكثر مرونة وأكثر صحية. حيث ذكر أولئك الذين تم علاجهم من خلال تقنية التغذية الراجعة للدماغ  بأن الأعراض التي كانوا يحاولون التخلص منها قد تضاءلت.
قم بالتواصل معنا لمعرفة المزيد أو لتحديد موعد لجلسة تدريب الدماغ في مركزنا .

 

More about Neurofeedback

Neurofeedback stimulates the brain briefly at a micro-precise level, creating temporary changes in brain waves. This allows the brain to reorganize itself, thus releasing itself from patterns that may have been attached to it in the past.

Only lingering patterns are affected by the transformation into flexible, more healthy and functional brain wave patterns. Those treated with Neurofeedback reported that the symptoms they were trying to get rid of had diminished.

Contact us to learn more or to take an appointment for a brain training session at our center.